يعدّ السجاد، أهم الملامح التراثية في إقليم كردستان العراق، وأخذ أنماطًا وأشكالًا متعددة عبر الزمن، وأدخل الحرفيون عليه إضافات معاصرة من خلال آلات بسيطة، وتنتشر محلات السجاد والفرش في محافظات الإقليم، ولها زبائن محليون وأجانب، ولكن حجم الإقبال عليه انخفض بعض الشيء أخيرًا لأسباب وعوامل متعددة، منها وفرة السجاد الصناعي المستورد من الأسواق الأجنبية وخاصة الإيرانية والتركية والماليزية.
ويرى صاحب أحد محلات بيع السجاد المستورد في أربيل، نصر الدين محمود، أنّ أهم أسباب تراجع الإقبال على السجاد اليدوي هو ارتفاع أسعاره من جهة، وطول الفترة التي يحتاجها هذا النوع من الصناعات لإنتاج كميات تلبي الذوق العام من جهة أخرى. وأضاف أن المحلات التي تتداول هذا النوع من الحرفة قليلة جدا، حيث باتت تتركز في زوايا المحلات المتخصّصة للتراثيات في أربيل.
وأشار إلى أن رواد هذا النوع من السجاد هم غالبا من الأغنياء وميسوري الحال، كما يقتنيه بعض الأجانب كتحفة فنية وتراثية تمثل تراث كردستان، وشدد محمود على أن تكلفة صناعته زادت كثيرا، وأصبح من الصعب أن يُشترى للاستخدام المنزلي كما كان شائعا في السابق، وخصوصا مع توفر بدائل عملية ذات أسعار مناسبة، ويوضح زيرك رسول -حرفي وصاحب أحد محلات السجاد اليدوي وسط مدينة أربيل- أن جودة السجاد الكردي تعود إلى طريقة صناعته ونوعية الصوف المستخدم فيه، خصوصًا الصوف الطبيعي وألوانه الطبيعية، لذلك يعتبر من أرقى أنواع السجاد الموجود في العراق عمومًا.